الاثنين، 16 فبراير 2009

(بَكيتُكَ)هاجرت إليك بدمعي مع(جِـئــتــكَ)..

(جِـئـــتُــكَ).
ككتاب مقدس ،يحمل بين طياته حروف من نور ،افتحه بيدي أُقلبُ صفحاته.
قرأتُ الزيارة لتبدأ رحلتي ، انظر إلى الكتاب وبعيناي اقرأ وكل حواسي تذوب في السطور ترحل مع العاشق إلى هناك.
فكأني أنا من ودعه الأهل والأصدقاء،أنا من ركب الطائرة ومن وصل إلى أرض علياً والحُسين(عليهما السلام).

الكلمات تُنبأك بصدقها ،لاحاجة لك بأن تُعيد قراءتها مرة ومرتان لتستوعبها ،ولكن إذا أردت أن ترتوي فأرتوي كما تشاء من ذلك النهر العذب. رحلتُ في تلك الليلة سائرة مع الزائرين بدموعي وآهاتي ،كنتُ معهم أينما ذهبوا ،تباركتُ باستنشاق العطر العلوي والحسيني ،وبمعانقة ذاك الضريح ،لحظاتٌ لاتُنسى ،أبدع الموالي في وصف كل مكان وطأته قدماه.
انتهت رحلتي سريعاً،رفعت رأسي فإذا بي أنا بين جدران غرفتي .

بقي الكتاب في يدي ،أنظر إليه وأدعو لكاتبه فقد تعلمت الكثير ،ترك أثراً في نفسي ،هكذا يكون العاشق للحُسين
فهو يفعل مايرضيه ،مايجب عليه القيام به ،لا مايُرضي الأخرين،استفاد من الدقائق والثواني ،كان عارفاً بقيمتها على تلك الأرض.
فطوال رحلته رسم لنفسه خطاً من الخشوع والبكاء ،ففي تلك الليلة التي نام الجميع فيها ،بقي هو مستيقظاً باكياً ،وفي الطريق إلى كربلاء تجلى ذاك الخط ،بخُطاه السائرة بخشوع ،بحديثه ،بتأملاته ،بكل شئ.
هو يعشق الحُسين هو زائرٌ للحسين ،فكيف يمضي إليه جسداً بلا روح ؟..
الموالي ..زار الحُسين بروحه وجسده ،تشعر بذلك حقاً ،وتتمنى لو أنك تملك قطرة من بحر ولائه.
روح الموالي حلقت بي بعيداً ،فلم التفت يميناً وشمالاً كعادتي لرأى هل هناك من أحد يراقبني ؟هل أزعجتُ أحداً ببكائي؟.
لا لن أفكر بعد اليوم فيما يقال عني ؟المهم نيتي أن أواسي الآل بالمصاب .
تعلمت من تلك الكلمات،أن أتفكر دائماً ،وأقرأ لأعرف عن عظمة المكان الذي أقصده،بالرغم من أن هيبة الأماكن المقدسة ستفرض عليك الاحترام ولكن عندما يكون احترامك عن معرفة وولاء وعشق سيكون مُختلفاً جداً،فهل سمعتم عن عاشق لا يعرف شئ عن محبوبه ؟ كلا بل أنه يحفظ حياته ،وكلماته ،عن ظهر قلب ولاينسى مصابه ،وآلمه وإن مرت الآعوام
فكيف لو كان المعشوق ابن رسول الله (ص).

فالعشق سيكون في أسمى صوره،الموالي جسّد ذلك في رحلته ،لم ينسى مصاب الآل ،
هاهو يذكر مصاب مولاتي فاطمة الزهراء (ع)عند بعلها علي بن أبي طالب (ع).
ويمضي إلى كربلاء.
ليُحلق بروحي في دروب لم تآلفها من المعرفة والتعبد بالرغم من أنني تباركتُ بالزيارة قبل أعوام،ولكن كان الأمر مختلفاً مميزاً ،
كأنك لست هنا ،انتقلت إلى عالمٍ آخر ،العاشق كان مميزاً بانتقاله بين الأراضي المقدسة فهو لم يعد إلى الدنيا لحظة،ولم تشغله بل رحل في طريق الفداء ،تسلق سُلم العرفان ليصل إلى الحُسين ،ويقبل الأعتاب ويلقي بنفسه عند ذاك الضريح ،وعند تلك الصخرة ،وارتفع صوته مُعزياً صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه)..
ويُكمل رحلته إلى آخر المطاف،وعندما تصل إلى النقطة التي وضعها قبل الختام تتساءل :أُعدتُ إلى الحياة ؟ليتني بقيت هناك .

عشتُ لحظات من أروع لحظات حياتي شعرتُ بعظمة الأشياء وحقيقتها ..
جلستُ أتفكر في الأشياء (جدران غرفتي -كُتبي -أقلامي -دفاتري-كل أشيائي )..أحسست أنها مازالت تُسبح وتقدس وتحدثني أكملي لماَ توقفتي عن القراءة؟
لما عدنا سريعاً إلى هنا؟.
لم يكن لدي جواباً لأجيبها ولكن خطر ببالي جواباً أن الموالي هو السبب ،فهو من كتب الكتاب القصير وعاد بسرعة من رحلته.
مع بزوغ الفجر ،أنهيت القراءة ،ومع ارتفاع صوت الأذان ،أغلقت الكتاب .
ولكن في ضجيج الأيام ،أعود إليه ،لأقرأ بضع سطور فهي تبعث في الروح الحياة لأنك تذكر الحُسين (ع).
وكلما لاح لي عنوان الكتاب أقول في نفسي ليتني أؤلف كتاباً بعنوان (بَكيتُكَ).
إهدائي سيكون مع الاعتذار إلى مولاي وسيدي الحُسين (ع)
سأعتذر منه ،وإليه.
منهُ لأنني لم أبكيه ولم أهاجر إليه ك(جِئتكَ) ،وإليه على تقديم القليل وأسأله القبول .

(بكــــــيتُكَ)سأتحدث فيه عن رحلة الروح وذوبانها وانصهرها في كل حرف في (جِـئـتُــك
َ)
الكثيرون كتبوا ،الكثيرون زاروا ،ولكن للزيارة طعماً آخر بين السطور
يؤلم أن تكون بعيداً وتفتح عيناك على واقعٍ مر ،
ولكنك تحس أنك قريبٌ جداً والحُسين أقرب منك إليك
وذلك بفضل إبداع قلم الموالي ،فروحك تغادرك لتلتحق بركب الزائرين
(جِــئـتُــــكَ) ..تحدث الموالي عن زيارة الحسين(ع) ،ولكنه حقيقة يطوف بروحك حول شعائر الله بأجمعها،تزور الآل وتعتمر وتحج ،بروحك المحلقة عالياً في محراب العشق مع روحه وبقلمه.
صدقاً أقول في قراءتي الأولى لم يُلفت انتباهي ولم ألاحظ خطأ مطبعياً واحدًا ،بعد بضعة أيام قرأت ملاحظات القراء فأدهشني رؤيتهم للأخطاء وبقيت أتساءل أين الخطأ؟
وليلاً أمسكت الكتاب ،وسبحان الله رأيت خطأ ،كان حرفاً ناقصاً
ولكن قلتُ في نفسي ،ماقيمة ذاك الحرف الناقص ؟لاشئ.
أعترف الكلمات لم تتوقف عن المسير بل كونت سلسلة مُضيئة حتى آخر سطر،لم تتعثر الكلمات بنقص الحروف ،ولا بالأخطاء بل استمدت العزيمة والإباء من أبا الأحرار حتى الختام .

سطور الختام،تُعرفك بأخلاق الكاتب الموالي العالية
فهاهو يُسجل شكره ليبقى نبضه حياً مادامت هذه الأوراق باقية ،ليعرف الجميع أنه بفضل الله وبفضل الحُسين(ع) وبفضل زينب(ع) وبفضل الآل طُبع الكتاب.

و لم يبخل على والديه ومعارفه وأصدقائه بالدعاء بل ذكرهم وبأفضل دعاء دعا لهم
تتعرف على الكاتب الموالي مرة كتلميذٌ نجيب يحترم أستاذه الراحل (قدس سره)ويدين لهُ بالكثير ،
وقليلٌ من رد الجميل يُهدي ثواب العمل للراحل المقدس (السيد محمد رضا قدس سره).
وتتعرف عليه كشاب باراً بوالديه يُقبل رأسهما بحبٍ واحترام.

وتتعرف عليه كصديق موالي مخلص لاينسى أصدقاءه ولايُنكر فضلهم بل يشكرهم ،عميق الشكر .

أقول :هنيئاً لكم،وتقبل الله أعمالكم ،وانتظر كتاباً جديداً بتشجيعكم للموالي .
مهما تحدثت عن (جِئتُــكَ )أرى أني لا أوفيه حقه من الكلمات .
قد ارتويت عشقاً من نهر (جِئتُكَ) ،وكلما شعرتُ بالظمأ سأعود لضفاف النهر لأرتوي .
(جِئتـُــكَ )نهر من العطاء ،نبع في أرض الكويت ،قرأتُ عنه في مدونة الموالي (حُســـــــــين).
ألم بي الشوق للأقتراب من النهر ،فصورته رائعة والكلمات التي خُطت تحكي الأروع والأروع ،
ولكن كان حُلماً يداعب الخيال ،أو هكذا كنت أحسبه ،ولكن سبحان الله .
كأن مولاي الحُسين (ع) سمعني أو أراد أن يوصل لي رسالة ،لاتحدثي نفسكِ بالمستحيل.

النهر في الكويت ،ببركتي وبعطائي يِصلكِ .
فإذا بأخي يُخبرني أنه عازمٌ للذهاب إلى الكويت ،ليس من عادة أخي الذهاب إلى هناك ؟منذ سنوات لم يذهب ،
بمقدار المفأجاة كانت فرحتي ،أخي أمتأكد أنت ستذهب إلى الكويت أم أنك مخطئ؟ أعدتُ العبارة ،فإذا به يقول ماتريدين ؟ أخبريني فأخبرته وفعلاً ذهب إلى الكويت ،وعاد وهو يحمل (جِــئـتـُــكَ)لستُ مصدقة أن الكتاب بين يدي ،أخي شكراً لك
قال لي :عفواً ولكن أتعلمين البائع الذي في المكتبة اعتلت وجهه علامات الاستغراب عندما سألته عن(جِــئـتُـكَ )وذكرت له المؤلف، سألني كيف وصل لك خبر بالكتاب وأنت لست من الكويت ؟والكاتب جديدٌ على الساحة لأول مرة يُصدر كتاب.
لم أعلم بما أجابه أخي ولكن قفز لذهني سطر كتبه الموالي (حُسين )يوماً .

إن الحسين يعطي و يعطي بلا حدود أو قيود ، إعلم إنك قريب جداً فالحسين يقرّب ولا يُبعد بيننا ..
صدقت أيها الموالي

ياموالي
حروفي تسجد إجلالاً لحروفكَ وسطوركَ
فلا تحرمنا منها .
أتذكر؟ كتبت يوماً هنالك على أرض الرضوان (بعض أفكارنا تراتيل وصلوات نعيشها من غير أن نشعر !)
هكذا الكتابة عن (جُــئـتـك) تُرتل الحديث ،وقد لاتجيده ولكن كل الأشياء ترتل وتصلي معك تقديساً لحديثك وتنصت إليك .
هنيئاً لك بقلمك ومدونتك وهنيئاً لك بروحك التي تنبض ولاءاً.
ويبقى الدعاء لك بظهر الغيب ، ودائماً بانتظار جديدك ،وأنا متابعة بصمت .
فأحياناً القلم يخجل أن يُسطر بضع حروف مبعثرة أمام بحر من اللالئ المنظومة


تقبل تحياتي:

روح تشاركك الولاء للآل .

-تقبل الله أعمالك بخالص القبول ،وجعلك من أنصار صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف).

هناك 6 تعليقات:

  1. شكرا على السرد الممتع

    ابحث عن الكتاب منذ فترة

    من اين اقتنيته؟

    عظم الله لك الأجر عزيزتي

    تقبلي مروري

    ردحذف
  2. أهلاً بك ..

    اقتنيته من الكويت (مكتبة الحياة ميديا)
    في (بنيد القار)

    لنا ولك الأجر .

    ردحذف
  3. مدونة رائعة و تستحق المتابعة


    أختي العزيزة تقبلي مروري الأول

    و إنشاء الله لن يكون الأخير

    تمنياتي لك بالتوفيق و السداد

    ردحذف
  4. أخي العزيز
    شكرا لمرورك

    وفقك الله.

    ردحذف
  5. شكراً لهذا المديح الذي لا أستحقه !

    ردحذف
  6. أنرت صفحتي وعطرت المكان بمرورك ..

    تحياتي ودعواتي إليك ياموالي

    وفقك الله وحفظك من كل سوء

    ردحذف